فصل: قال الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو عمرو الداني:

سورة الصمد 112 مكية هذا قول مجاهد وعطاء وقتادة وقال ابن عباس مدنية.
وقد ذكر نظيرتها في غير المدنيين ولا نظير لها فيهما.
وكلمها خمس عشرة كلمة.
وحروفها سبعة وأربعون حرفا.
وهي خمس آيات في المكي والشامي وأربع في عدد الباقين.
اختلافها آية {لم يلد} عدها المكي والشامي ولم يعدها الباقون.

.ورءوس الآي:

{أحد}.
1- {الصمد}.
2- {ولم يولد}.
3- {أحد}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال الفراء:

سورة الإخلاص:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد}
قوله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد...}.
سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: ما ربك؟ أيأكل أم يشرب؟ أم من ذهَب أم من فضة؟ فأنزل الله جل وعز: {قُلْ هُوَ اللَّهُ}. ثم قالو: فما هو؟ فقال: {أحد}. وهذا من صفاته: أنه وأحد، وأحد وإن كان نكرة.
قال أبو عبد الله: يعنى في اللفظ، فإنه مرفوع بالإستئناف كقوله: {هَذَا بَعْلِى شَيْخٌ}. وقد قال الكسائى قولا لا أراه شيئا.
قال: هو عماد. مثل قوله: {إِنَّهُ أَنَا اللهُ}. فجعل {أحد} مرفوعا بالله، وجعل هو بمنزلة الهاء في (أنه)، ولا يكون العمادُ مستأنفا به حتى يكون قبله إن أو بعض أخواتها، أو كان أو الظن.
{وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُوًا أحد}
قوله عز وجل: {كُفُوًا أحد...}.
يثقل ويخفف، وإذا كان فعل النكرة بعدها أتبعها في كان وأخواتها فتقول: لم يكن لعبد الله أحد نظير، فإذا قدمت النظير نصبوه، ولم يختلفوا فيه، فقالوا: لم يكن لعبد الله نظير أحد. وذلك أنه إذا كان بعدها فقد أتبع الاسم في رفعه، فإذا تقدم فلم يكن قبله شيء يتبعه رجع إلى فعل كان فنصب. والذى قرأ: {أحد اللهُ الصمدُ} بحذف النون من (أحد) يقول: النون نون الإعراب إذا استقبلتها الألف واللام حذفت. وكذلك إذا استقبلها ساكن، فربما حذفت وليس بالوجه قد قرأتِ القراء: {وقالت اليهود عُزَيْرُ ابنُ اللهِ}، و{عزيرٌ ابن الله}.
والتنوين أجود، وأنشدنى بعضهم:
لَتَجِدَنِّى بالأميرِ بَرّا ** وبالقناةِ مِدْعَسًا مِكَرَّا

إذا غُطَيْفُ السُّلَمِىُّ فَرَّا

وأنشدنى آخر:
كيْفَ نَومى على الفراشِ ولمّا ** تَشْملِ الشَّامَ غارةٌ شعواءُ

تُذْهِلُ الشَّيخَ عن بَنيهِ وتُبدى ** عن خِدامِ العقيلةُ العذراءُ

أراد عن خدامٍ العقيلةُ العذراء، وليس قولهم عن خدامٍ عقيلة عذراء بشيء. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الإخلاص:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد}
أما قوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} فان قوله: {أحد} بدل من قوله: {الله} كأنه قال (هُوَ أحد) ومن العرب من لا ينون، يحذف لاجتماع الساكنين.
{وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُوًا أحد}
وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُوًا أحد} {أحد} هو الاسم و{كُفُوا} هو الخبر. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الإخلاص:
2- {الصَّمَد}: السّيد الذي قد انتهى سودده، لأن الناس يصمدونه في حوائجهم.
قال الشاعر:
خذها حذيف فأنت السّيد الصّمد

وقال عكرمة ومجاهد: هو الذي لا جوف له.
وهو- على هذا التفسير- كأن الدال فيه مبدلة من تار. والمصمت من هذا.
4- {كُفُوً} ا: مثلا. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الإخلاص:
1 {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد}: أحد ليس بنعت بل ابتداء بيان كقوله: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحد}، وأحد أبلغ من واحد لأنّه لا يدخل في العدد، وإذا قلت: لا يقاومه وأحد يجوز أن يقاومه اثنان.
و{الصَّمَد} ُ: السيّد يصمد إليه في الحوائج.
وانتصاب {كُفُوًا} على خبر {يَكُنْ} قدّم على الاسم وهو أحد. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة الإخلاص:
عدد 22 – 112.
نزلت بمكة.بعد سورة الناس.
وهي أربع آيات.
وخمس عشرة كلمة.
وسبعة وأربعون حرفا.
لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد 1} أي وأحد من حيث العدد بل وأحد في الإلهية والربوبية من حيث لا شريك له ولا معين ولا وزير وهو جل شأنه فرد في الكمالية والخالقية، موصوف بصفات العظمة والجلالة، منفرد عن الشريك مبرأ عن الضد والند، منزه عن الشبيه والمثيل والنظير، لا يوصف بالأحدية غيره لأن كلمة أحد من صفاته تعالى استأثر بها نفسه والواحد يدخل في الأحد من غير عكس، ولهذا قال تعالى: إذا أردت يا سيد الرسل أن تنزه ربك الذي اختارك حبيبا، له فقل {هُوَ اللَّهُ أحد}، روى مسلم عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن اللّه تعالى جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} جزءا من القرآن».
وروى أبو هريرة ما بمعناه بلفظ «اقرأ عليكم ثلث القرآن» أي {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} كما سيأتي.
وروى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقللها فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إنها تعدل ثلث القرآن» وذلك أن القرآن أما ارشاد إلى معرفة اللّه أو تقديس أوصافه وأسمائه، أو معرفة أفعاله وسنته مع عباده.
ولما اشتملت هذه السورة على التقديس وازنها الرسول بثلث القرآن وسبب نزولها، قال ابن عباس، قالت قريش صف لنا ربك الذي تدعوا اليه فأنزل اللّه هذه السورة أي أن الذي سألتموني عنه هو اللّه أحد إلخ {اللَّهُ الصَّمَدُ 2} الذي يصمد اليه كل مخلوق، الغني عن كل شيء وهو من صفات الكمال، روى البخاري في أفراده عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: {الصمد} السيد الذي انتهى سؤدده وفي راوية عن ابن عباس السيد الذي كمل فيه جميع أوصاف السؤدد وهو السيد المقصود في جميع الحوائج المرغوب اليه في الرغائب المستعان به عند المصائب وتفريج الكروب.
ومعناه لغة هو الذي لا جوف له والشيء الصمد الصلب الذي ليس فيه رطوبة ولا رخاوة، وهذه من صفات الأجسام تعالى اللّه عنها، ووجهه على هذا أن الصمد الذي لا يأكل ولا يشرب وهو الغني عن كل شيء فعلى هذا الاعتبار يكون أيضا من صفات الكمال، والقصد من قوله: {الصمد} التنبيه على أنه تعالى بخلاف من أثبتوا، له الإلهية واليه الإشارة بقوله: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ} الآية 75 من سورة المائدة، وقالوا {الصمد} الذي ليس بأجوف شيئان أحدهما دون الإنسان وأسفل منه وهو سائر الجمادات الصلبة، والثاني أشرف من الإنسان وأعلى وأكمل منه وهو الباري جل جلاله، وقال أبيّ ابن كعب هو الذي {لَمْ يَلِدْ} أحدا {وَلَمْ يُولد} منه أحد، وفيه رد على قول العرب القائلين أن الملائكة بنات اللّه، وعلى اليهود القائلين أن عزيرا ابن اللّه وعلى النصارى القائلين ان المسيح ابن اللّه، راجع تفسير الآية 27 من سورة التوبة تر تكذيب زعمهم وافترائهم.
هذا إذ قالوا، ومن المعلوم أنه إذا لم يكن له ولد ينفى عنه اسم الوالد والصاحبة، لأن الولد يكون منهما أو من أحدهما كآدم وحواء والمسيح، واللّه تعالى هو الأول الذي لم يتقدمه والد والآخر الذي لا يتفزع عنه ولد ومن كان كذلك صح أن يقال: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحد 3} يكافئه في كونه لأن كل ما فيه خلقه ولن يكافيء المخلوق خالقه قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الآية 11 من سورة الشورى، ولا يخفى أنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شيء يموت إلا سيورث واللّه جل شأنه لا يموت ولا يورث فلا يعوله أو يضاهيه أحد من خلقه، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال اللّه تعالى عز وجل كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون على من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله اتخذ اللّه ولدا وإني أنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد».
وقد جاء في فضل هذه السورة وتلاوتها أحاديث كثيرة أعرضنا عنها لعدم الحاجة ولأن في بعضها مبالغة لم نعتمد صحتها وقد اكتفينا بما ذكرناه مما هو صحيح لاغبار عليه وللشيخ الرئيس أبي الحسين علي بن سينا كراسة لطيفة فسّر بها المعوذتين والإخلاص على طريقة الصوفية أبدع فيها رحمه اللّه، وهو في كل فن مبدع فمن أراد الوقوف: عليها والتمتع بما فيها من الإبداع الذي تلذّ به الأسماع وينشرح له الصدر، فليراجعها فإني وأمثالي عيال عليه.
هذا واللّه أعلم واستغفر اللّه ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه وسلم على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأتباعه أجمعين إلى يوم الدين. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة الإخلاص:
هي واللتان بعدها مكيات أو مدنيات.
{الله أحد} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{الصمد} كاف وكذا {ولم يولد}.
آخرها تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الإخلاص:
مكية.
أربع آيات.
قال الأخفش وغيره لا وقف فيها دون آخرها لأنَّ الله أمر نبيه أن يقرأها كلها فهي جواب ومقصود الجواب والوقف على رأس كل آية حسن.
{قل هو الله أحد} حسن عند أبي عمرو وقال العرب لا تصل {قل هو الله أحد} بقوله: {الله الصمد} وكان لا يستحب الوصل وذلك أن ضمير {هو} مبتدأ أول و{الله} مبتدأ ثان و{أحد} خبر الثاني والجملة خبر الضمير أو {هو} مبتدأ وهو اسم مبهم فجعل {الله} بيانًا وتفسيرًا وترجمة عنه و{أحد} خبر المبتدأ أو {هو} مبتدأ و{الله} خبره و{أحد} بدل من الخبر والتقدير هو أحد أو هو مبتدأ والله بدل منه وأحد رفع على الخبر والتقدير الله أحد أو هو مبتدأ والاسمان بعده خبران له أو {هو} مبتدأ و{الله} خبره و{أحد} خبر مبتدأ محذوف أي هو أحد وقيل {هو} عبارة عن الأمر والشأن والقصة و{الله} مبتدأ و{أحد} خبر وهذا يقتضي الفصل وقيل الوصل أولى واستحبه جمع ومن وصل نوَّن أحد ووجه الوصل إن جملة قوله: {الله الصمد} بدل من الجملة الأولى في تتمة البيان ومقصودًا لجواب فهما كالشيء الواحد.
{الصمد} كاف على استئناف ما بعده ومثله {لم يلد ولم يولد} كذا وسمه بعضهم بالكافي ولعله لكونه من عطف الجمل وإلاَّ فقوله: {ولم يكن له كفوًا أحد} معطوف على ما قبله.
آخرها تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال الدمياطي:

سورة الإخلاص:
مكية في قول الحسن ومجاهد وقتادة مدنية في قول ابن عباس وغيره.
وآيها أربع عراقي ومدني وخمس مكي وشامي.
خلافها:
آية لم يلد مكي وشامي وقرأ: {كفوا} الآية 4 بإبدال الهمزة واوا في الحالين حفص والباقون بالهمز وأسكن الفاء حمزة ويعقوب وخلف وضمها الباقون لغتان ويوقف عليه لحمزة بالنقل على القياس المطرد وبالإبدال واوا مفتوحة مع إسكان الفاء على الرسم والوجهان صحيحان وحكي ثالث بين بين وهو ضعيف ورابع ضم الفاء مع إبدال الهمزة واوا كقراءة حفص والعمل على خلافه كما في النشر نقلا عن الداني. اهـ.